( *ـ ~ * ~ الخنســــــــــــــــــــــــــاء ~* ~ ـ*)
قذى بعينك أم بالعين عوار * أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت * فيض يسيل على الخدين مدرار
تبكي لصخر هي العبرى وقد ولهت * ودونه من جديد الترب أستار
تبكي خناس فما تنفك ما عمرت * لها عليه رنين وهي مفتار
تبكي خناس على صخر وحق لها * إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار
لا بد من ميتة في صرفها عبر * والدهر في صرفه حول وأطوار
قد كان فيكم أبو عمرو يسودكم * نعم المعمم للداعين نصار
صلب النحيزة وهاب إذا منعوا * وفي الحروب جريء الصدر مهصار
يا صخر وراد ماء قد تناذره * أهل الموارد ما في ورده عار
مشى السبنتي إلى هيجاء * معضلة له سلاحان: أنياب وأظفار
وما عجول على بو تطيف * به لها حينان: إعلان وإسرار
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت * فإنما هي إقبال وإدبار
لا تسمن الدهر في أرض * وإن رتعت فإنما هي تحنان وتسجار
يوماً بأوجد مني يوم فارقني * صخر وللدهر إحلاء وإمرار
وإن صخراً لوالينا وسيدنا * وإن صخراً إذا نشتو لنحار
وإن صخراً لمقدام إذا ركبوا * وإن صخراً إذا جاعوا لعقار
وإن صخراً لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
جلد جميل المحيا كامل ورع * وللحروب غداة الروع مسعار
حمال ألوية هباط أودية * شهاد أندية للجيش جرار
فقلت لما رأيت الدهر * ليس له معاتب وحده يسدي ونيار
لقد نعى ابن نهيك لي أخا ثقة * كانت ترجم عنه قبل أخبار
فبت ساهرة للنجم أرقبه * حتى أتى دون غور النجم أستار
لم تره جارة يمشي بساحتها * لريبة حين يخلي بيته الجار
ولا تراه وما في البيت يأكله * لكنه بارز بالصحن مهمار
ومطعم القوم شحماً عند مسغبهم * وفي الجدوب كريم الجد ميسار
قد كان خالصتي من كل ذي نسب * فقد أصيب فما للعيش أوطار
مثل الرديني لم تنفد * شبيبته كأنه تحت طي البرد أسوار
جهم المحيا تضيء الليل صورته * آباؤه من طوال السمك أحرار
مورث المجد ميمون نقيبته * ضخم الدسيعة في العزاء مغوار
قرع لقرع كريم غير مؤتشب * جلد المريرة عند الجمع فخار
في جوف لحد مقيم قد * تضمنه في رمسه مقمطرات وأحجار
طلق اليدين لفعل الخير ذو فجر * ضخم الدسيعة بالخيرات أمار
ليبكه مقتر أفنى حريبته * دهر وحالفه بؤس وإقتار
ورفقة حار حاديهم بمهلكة * كأن ظلمتها في الطخية القار
لا يمنع القوم إن سألوه * خلعته ولا يجاوزه بالليل مرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق